[[من عرف الله اتسع عليه كل ضيق]]

 

 

ان معرفة اسماء الله وصفاته افضل واوجب مااكتسبته القلوب وحصلته النفوس وادركته العقول .

قال ابن القيم. أطيب مافي الدنيا معرفته سبحانه ومحبته ،وقال ابن العربي :شرف العلم بشرف المعلوم والبارئ اشرف المعلومات 

فالعلم بأسمائه اشرف العلوم وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقرأ سورة الإخلاص بأن الله يحبه. لما قال اني لأحبها لأنها صفة الرحمن ))

اسماءه سبحانه أحسن الأسماء ،وصفاته أكمل الصفات ..

:((ليس كمثله شئٌ وهو السميع العليم))

والعبد كلما ازداد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد خشيه وعبادة لله عزوجل ،فمن كان بالله اعرف كان لله أخشى ،لأن القلوب تحب من تعرفه وتخافه وترجوه وتشتاق اليه وتطمئن الى ذكره بحسب معرفتها بأسماء الله وصفاته 

قال ابن القيم:من عرف الله اتسع عليه كل ضيق ؛؛

اليك بعض ثمرات العلم بأسماء الله وصفاته

١/مفتاح الدعوه الإلهيه معرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ،لأنه لاحياة للقلوب ولانعيم ولا لذة ولاسرور ولا أمان ولاطمأنينة إلا بإن تعرف ربها معبودها وفاطرها بما سمى به نفسه او وصف به نفسه ،ويكون احب إليها مما سواها ، ويكون سعيها فيما يقربها إليه ويدنيها من مرضاته.

2/أنها أصل الدين وأساس الهداية ،فالقرآن الكريم فيه من ذكر اسماء الله وصفاته وأفعاله أكثر ممافيه من ذكر الأكل والشرب في الجنه والأيات المتضمنة ذكر اسماء الله وصفاته أعظم مما فيه من ذكر المعاد ،ولهذا كانت آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله ،وسورة الإخلاص ثلث القرآن ،ومن احبها احبه الله لأنها صفة الرحمن فالله يحب من يحب  ذكر صفاته سبحانه.

٣/ان أوصافه سبحانه ونعوت كماله وحقائق أسمائه هي الجاذبية للقلوب الى محبته وطلب الوصول إليه ،لإن القلوب إنما تحب من تعرفه وتخافه وترجوه وتشتاق إليه وتلذ بقربه وتطمئن الى ذكره بحسب معرفتها بأسمائه وصفاته ومحبة الله هي اصل الخير والسعادة والفلاح.

٤/ان النفوس قد تهفوالى مقارفة الفواحش والذنوب فتذكر ان الله يراهاويبصرها ،وتذكر وقوفها بين يدي الله وتجانب المعصية وقد يقع الإنسان في الذنب والمعصيه ثم يذكر سعة رحمة الله فلايتمادى في الخطيئة بل يعود الى التواب الرحيم ..

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:(ان لله تسعة وتسعين اسما ،مائة إلاواحدا،من احصاها دخل الجنه))

ولنا مع هذا الحديث وقفات 

اولا:اسماء الله تبارك وتعالى كثيره 

((قل لو كان البحرمدادالكلمت ربي لنفد البحرقبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددآ))

ثانيا:اسماء الله توقيفيه فلا يحق لأحد من الناس ان يخترع لله اسما .

ثالثا:من اسماء الله الحسنى مايختص به سبحانه ،فلا يجوز فلا يجوز ان يسمى بها غيره وهي (الرحمن _الله) ((قل ادعوا الله أوادعوا الرحمن))

وبقية الأسماء قد يسمى بها غيره ،كالسميع والبصيروالإنسان يوصف بذلك ويسمى 

كما قال تعالى ((إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلنه سميعآ بصيراً))

رابعآ: من اسماء الله عزوجل مايجوز ان يذكر وحده منفردا كالعزيز والرحيم والعليم والخبير البصير.

ومن الإسماء لايذكر إلا مع نظيره،بأن تصف الله تبارك وتعالى بأنه هو النافع الضار))

القابض الباسط))ومااشبه ذلك من الأسماء التي تكون متقابله ،فلووصفت ربك تبارك وتعالى بأنه الضارفحسب ،اوالقابض فحسب   لكان هذا موهماًلمعنى لايليق بمجد الله تعالى  وكرمه وعظمته وكماله وقدسيته ،فلهذا لاتذكر هذه الأسماء منفرده ،وإنما تذكر مع نظيرها ومقابلها..

خامسا:

معنى الإحصاء في قوله صلى الله عليه وسلم 

إن لله تسعة وتسعين اسماً،مائة  إلا واحداً،من احصاها دخل الجنة))يشمل امور منها:

الأول//

معرفة هذه الأسماء وحفظها بحيث يستطيع الآنسان ان يعدها عداًّ.

الثاني //

من معاني إحصاءها :معرفة معانيها فإن هذه الأسماء ليست اسماء رمزيه  ولاوهميه ولاجامده ،ولاغامضةالمعنى وإنما هي بلسان عربي مبين ،يريد من الإنسان ان يتفهم معانيها فلابد ان يطّلع الإنسان ولو على كتاب مختصر يفسر له معنىالإسم الإلهي .

الثالث :الإلحاح بالدعاء لله عزوجل بهذه الأسماء كماقال تعالى((ولله الأسماء الحسنى 

فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمٰئه))

والله سبحانه وتعالى يحب ان يدعى بها 

والدعاء يشمل على معنيين:

الأول//

دعاءالمسأله بأن تدعواالله تعالى وتسأله وترجوه فيما ألّم بك من امردنياك وآخرتك مماتحب وترجوه او تخاف وتكره.

الثاني//

دعاء العبادة ويقصد به التعبد لله تعالى بهذه الأسماء باستحضار معانيها وتأملها وتدبرها

والتعبد بمقتضياتها والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة والذكر والاستحضار.

خامساً//

استحضار معاني تلك الأسماء فإن شر مايبتلى به الناس الغفله والإستغراق في ماديات الحياة والإنسياق وراء صوارفها .

وخير دواٍ للقلوب هو استحضار عظمة علام الغيوب ،والتدرج بالنفس في مراقي معرفته والإيمان به سبحانه حتى تصل الى درجة 

(ان تعبد الله كأنك تراه) فهذا يزيد المرء إقبالاً

على الطاعة وحفاوة ونشاطاً كما [[الذي يراك حين تقوم وتقلبك في السٰجدين))

 

ولذلك سيكون هناك حملة بعنوان ((تعرف إلى الله]]