0
 
""تعاقب فصول السنين من سنن الله في خلقه
 

٠مانلمسه من تعاقب فصول السنين والأعوام ، وسرعة تصرم الأزمان والأيام ؛إشارة إلى معجزة نبويه، وعلامة من علامات الساعة قد أخبر عنها المصطفى _ صلى الله عليه وسلم _بقوله :يتقارب الزمان وينقص العمل ،ويلقى الشح ويكثر الهرج قال:(القتل ،القتل) رواه البخاري. ونقل بعض اهل العلم في معنى تقارب الزمان ماجاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه _قال(لاتقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ،فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة ، والجمعة كاليوم واليوم كالساعة ،وتكون الساعة كالضرمة بالنار.رواه الترمذي....

أيها الموفق للسعادة في الدارين اينقضي عام ويدخل آخر ،وتمر الأيام والأعوام ؛ دون ان تتفكرونتعض ونتأمل عليها ساعة نستيفيق فيها من غفلتنا ونومنا العميق ،ونتفكر في نهايتنا ونعتبر.

يقول تعالى:[[ياأيهاالذين آمنوا اتقوااللهولتنظرنفسٌماقدمت لغد واتقوا الله إن الله خبيرٌبماتعملون]]سورة الحشر..
فهذه دعوة من الله _عزوجل_ ليولكماايها الاخوالأخت الأكارم أن ننظر في مستقبل أعمارنا،وماقدمناه لغدنامن عمل وسام جليل ،فإن غذاً لناظره لقريب ،فهل ستقبل الدعوة ،وتحيا أنفاسك في يقظة من الغفوة
فوالله قد طال السبات وقرب الفوات ،وأناخت بجوارك السكرات ياأسير الغفلات فاغتنم العمر،وبادر بالتقى قبل الممات ،قال الإمام الحسن البصري _رحمه الله ،ادركت اقواماً كان أحدهم أشحَ على عمره منه على درهمه )) أيها الساهي واللاهي والغافل الحياة قصيره وان طالت في نظرنا:والكل منا يعلم أن الحياة الدنيا لها أشكال كثيرة ،وألوان عديدة ويريد بعض منا_بل الكثير _أن ينال من لذائذها،ويستمتع بشهواتها وملذاتها ،ويحظى بساعاتها ،وغفل ان حياتنا الدنيويه منعتها زائلة وشهواتها مرة ورخيصة فانية، مهما بذل الإنسان في سبيلها وسعى في تعميرها،وتربع على عروشها، وجال في قصورها العامرة فهي ساعات قصيرة يوشك ان تنقضي ، ولحظات بسيطه تكاد ان تنتهي ثم بعد ذلك سيلقى كل منا حتفه ،ويعاين مصيره ،قال مطرف بن عبدالله _رحمه الله -:إن هذا الموت افسد على أهل النعيم نعيمهم ، فالتمسوا نعيماً لاموت فيه >> ولاندري من يعيش يوماً آخرا أو عاماً جديداً ،بل لوتأملنا أعمارنا على اختلاف فيمابيننا لوجدنا أن عمرنا المنصرم سواءً أكان عشرين ام ثلاثين ام اربعين سنة اومئة أو اكثر أواقل، أشبه بدقائق بل ثوان مرت مرور الكرام ،وهكذا الحياة الدنيا قصيرة ، فالمحذر من التقصير يقول النبي_صلى الله عليه وسلم
(مالي وللدنيا ،إنما مَثَلي ومثلُ الدنيا كمثل راكبٍ قال ظِلِّ شجرة
ثم راح وتركها)) رواه احمد ..وعن ابن عمر رضي الله عنهما _قال اخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم _ بمنكبي فقال: [كن في الدنيا كأنك عابرغريب او عابرسبيل ]]. وكان ابن عمر يقول {إذا امسيت فلاتنتظر الصباح ،وإذا اصبحت فلاتنتظر المساء ،وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك}} رواه البخاري . وزاد فيه : " وعدَّ نفسك من اصحاب القبور" رواه الترمذي

ينقضي العام والشهر والأسبوع واليوم فنظن اننا عشناه وزدناه عاماً
وفي الحقيقة قد فقدناه ونقصنا عاماً من أعمارنا ،وربما نعجب من هذا الكلام وهو حق ،قال الحسن البصري _رحمه الله_[[ يابن آدم انما انت ايام كلما ذهب يوم ذهب َبعضك]] الأصبهاني ..
فكل عام يمضي من اعمارنا نقترب به من الموت ، وذكر فيه حديث انس
((لايأتي زمان إلا والذي بعده أشره منه حتى تلقوا ربكم )))

آللهم اني اعوذبك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك]]


•••بقلم //
أ•د . فهد عبد الرحمن السويدان...



قال ابن القيم في النونية مخاطباً كل إنسان في هذه الدنيا/////

و الله لم تخرج إلى الدنيا = للذَّة عيشها أو للحطام الفاني
لكن خرجت لكي تعد الزاد للــ = أُخرى فجئت بأقبح الخسران
أهملت جمع الزاد حتى فات بل = فات الذي ألهاك عن ذا الشأن
و الله لو أن القلوب سليمة= لتقطعت أسفا من الحرمان
لكنها سكرى بحب حياتها الدُّ =نيا و سوف تفيق بعد زمان
تفيق بعد زمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق