من خاف أدلج

0



من خاف أدلج 
عن ابي هريرة رضي الله عنه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-((من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنازل إلاإن سلعة الله غاليه ألا ان سلعة الله الجنة)) رواه الترمذي وقال حديث حسن 
 
 
إضاءة على المعنى 
(خاف) أي خاف البيات والمقصود الخوف من الله تعالى ((فلاتخافوهم وخافوا إن كنتم مؤمنين)). والخشية أخص من الخوف فإن الخشية للعلماء بالله  قال تعالى ((إنما يخشى الله من عباده العلماء)).  وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((إني اتقاكم لله وأشدكم له خشيه))فعلى قدر العلم والمعرفه يكون الخوف والخشيه.
 
 
((أدلج)) معناه سارمن أول الليل وقيل سار الليل كله والمراد التشميرفي الطاعة والله اعلم
     
((ومن أدلج بلغ المنزل ))
الذي يأمن فيه البيات قال العاقولي:((مثل طالب الأخره وكون الشيطان على طريقه 
فإن تبتل بالطاعه وصبر مدة أيامه القلائل 
وأمن فيه الشيطان  وقال المظهري: أي من خاف الله فليهرب من المعاصي الى طاعته تعالى))

((سلعة الله غالية)). 
والسلعة المتاع وغالية أي رفيعة القيمه صعب المنال 
((ألا ان سلعة الله الجنة ))
وهي عزيزة لايليق بثمنها إلابذل النفس والمال.



فوائد///
_الخوف من الله مقام رفيع : فلقد مدح الله اهله وأثنى عليهم فقال تعالى:{{إن الذين من خشية ربهم مشفقون.......}}قال ابوحفص  الخوف سوط الله يقوم به الشاردين عن بابه 
وقال :الخوف سراج في القلب به يبصر مافيه الخير والشر وكل أحد إذاخفته هربت منه إلا الله عزوجل -فإنك إذا خفته هربت إليه فالخائف هارب من ربه الى ربه.


قال ابوسليمان: مافارق الخوف قلباًإلاخرب. وقال  وإبراهيم بن سفيان :إذاسكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا. 
وقال حاتم الأصم :لاتغتر بمكان صالح فلامكان أصلح من الجنة  ولقي فيها آدم مالقي ولاتغتر بكثرة العبادة فإن إبليس بعد طول عبادة لقي مالقي..

والخوف من الله لايكون من خوف العقوبة على عمل المعاصي فقط بل الخوف من حبوط العمل وعدم قبوله ففي الحديث عن عائشة رضي الله عنها :-قلت يارسول الله قول الله 
[[والذين يؤتون ماآتواوقلوبهم وجلة]]
أهوالذي يزني ويشرب الخمر ويسرق؟؟؟قال 
لايابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لايقبل منه]]


وقال الحسن::عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافواأن ترد عليهم إن المؤمن جمع احساناً وخشية المنافق جمع إساءة وأمناً.


والخوف ليس مقصوداً لذاته بل مقصود لغيره قصد الوسائل ولهذا يزول بزوال المخوف فإن أهل الجنة لاخوف عليهم ولايهم يحزنون .


والخوف المحمود الصادق :ماحال بين صاحبه وبين محارم الله عزوجل_وإذا تجاوزذلك خيف منه اليأس والقنوط...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق