: التقوى

0




               
➡️(4)⬅️  ""  💕قال تعالى💕
___________________
؛؛؛؛((؛فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين؛))؛؛؛؛؛؛ 

🌿{{{؛وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المسلمين }}}🌿
__________________________

وما أجمل التقوى في واقعة حصلت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في امرأة سافر زوجها إلى الجهاد، وأبطأ عنها وتأخر، وكان عمر خليفة رسول الله أمير المؤمنين كان يجوب الأسواق ليلاً، يستمع وينصت إلى حوائج الضَّعَفَة والمساكين، فسمع امرأة تناجي نفسها، وتقول:

تطاول هذا الليل واسودَّ جانبُهْ     وأرَّقها أن لا خليل تداعبُهْ

فوالله لولا الله تُخشى محارمـه     لَحُرِّك من هذا السرير جوانبُهْ

فسأل عمر عن هذه المرأة، وسأل قبل ذلك ابنته حفصة، وأجابته وقالت: [يا أمير المؤمنين! ألم تقرأ كتاب الله جلَّ وعَلا؟] وفهم من ذلك ألا يتأخر الرجل عن زوجته أكثر من ستة أشهر، ثم بعد ذلك أمر أن يُرد زوجُها إليها.

ولكن العبرة في حال هذه المرأة التي لا رقيب عليها سوى الله، ولا حسيب لها سوى التقوى، زوجها بعيد، والليل مظلم، وما ردها عن المعصية إلا تقوى الله ومخافة عذابه.

وتلك الأخرى التي سمعهما عمر ، إذ امرأة تقول لابنتها: يا ابنتي! امذُقي -أو امزجي- اللبن بالماء، قالت: وأين أنت يا أماه من عمر ؟! قالت: إن عمر لا يرانا، فقالت تلك الصغيرة البريئة: ولكن رب عمريرانا.

هكذا كانت منزلة التقوى في قلوب كثير من العباد، إذ تزينت لهم المعاصي، وتهيأت لهم المنكرات، تجافوا عنها وابتعدوا، وخافوا من ربهم جلَّ وعَلا.

خَلِّ الذنوب كبيرهـا     وصغيرها ذاك التقى

واصنع كماشٍ فوق أر  ض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرن صغيرةً     إن الجبال من الحصى



كل إنسان وكل فرد لو اتقى الله فيما دونه؛ الموظف يتقي الله في وظيفته، والجندي يتقي الله في أمن بلده، والطالب يتقي الله فيما تعلمه، والمسئول يتقي الله في مسئوليته، لم نجد فساداً، ولم نجد خراباً أو دماراً، ونحن بخير ولله الحمد والمنة، وإن كان النقص قد دبَّ إلينا شيئاً فشيئاً، وما ذاك إلا لبُعدنا عن التقوى، ولاستهتار بعض المسلمين بمراقبة الله جلَّ وعَلا، وعدم مراقبة ربهم، واستحضار التقوى في كل أعمالهم، وفي كل ما يأتون ويذرون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق