ليس عظيمًا ان تصنع الف صديق في عام ولكن العظيم ان تصنع "صديق لألف عام"

0


نعمة الأخوه


يجعلها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثمن منحة ربانية للعبد من بد نعمة الإسلام فيقول:


(ما أعطي عبد بعد الإسلام خيراً من أخ صالح، فإذا رأى أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به )



ويسميها التابعي مالك بن دينار "روح الدنيا" فيقول:

لم يبق من روح الدنيا إلا ثلاثة:

لقاء الإخوان

والتهجد بالقرآن

وبيت خان يذكر الله فيه

ويحكر لهم الشاعر صفة الذخيرة فيقول:

ولكن إخوان الثقات الذخائر لعمرك ما مال الفتى بذخيرة

ولهذا كثرت توصية السلف بإتقان انتقاء الأخ الصاحب، لنصاب الذخيرة الحقة والروح الحقة فكان 

من وصايا الحسن البصري سيد التابعين أن:

أن لك من خليلك نصباً، وأن لك نصيباً من ذكر من أحببت، فتنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس.

فأمام أولاً: فقد عمموا صفة الخيرية بإطلاق تحكم الانتقاء وعبروا عن ذلك بقولهم:

أنت في الناس بالذي اخترت خليلا

فاصحب الأخبار تعلو وتنل ذكراً جميلا

وها هم السلف قد زادوا أبعد فعددوا صفات الأحبة يعينوك على دقة الاختيار أعلى صفاتهم طيبة القول، 
ذكرها عمر رضي الله عنه فقال:

لولا أن أسير في سبيل الله، أو أضع جبيني لله في التراب، أو أجالس أقواماً يلتقطون طيب القول كما يلتقط 
طيب الثمر، لأحببت أن أكون لحقت بالله.

ومن صفاتهم: أن أحدهم

يرفع عنك ثقل التكلف، وتسقط بينك وبينه مؤنة التحفظ، وكان محمد بن جعفر الصادق رضي الله عنهما 
يقول: أثقل إخواني علي من يتكلف لي وأتحفظ منه، وأخفهم على قلبي من أكون معه كما أكون وحدي.

ومن صفاتهم: ترك حضيض الدينار والدرهم، والسمو إلى العلا، وضربوا لذلك الإمام أحمد بن حنبل في 
انتقائه الأصحاب مثلاً، وذلك حين يقول الذي يطربه:

ويحسن في ذات الإله إذا رأى مضيماً لأهل الحق لا يسأم البلا

وإخوانه الأدنون كل موفق بصير بأمر الله يسمو إلى العلا

ومن صفاتهم: مذاكرة الآخرة، كما قال الحسن البصري:

إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة ومن صفاتهم: الإيثار

وهو أحد أركان بيعة الشاعر صالح حياوي لهم حين يقول:

أبداً أظل مع التقاة، مع الدعاة العاملين

الناشرين لواء أحمد عاليا في العالمين

المنصفين المؤثرين على النفوس الآخرين

معهم أظل، مع التقاة، مع الدعاة المسلمين

ومن صفاتهم: بذل النصح

فأحدهم: صالح يعاونك في دين الله وينصحك في الله

فضل نعمة الأخوة في الله

لما كانت الأخوة في الله امتزاج روح بروح، وتصافح قلب مع قلب... ولما كانت صفة ممزوجة 

بالإيمان، مقرونة بالتقوى، ولما كانت لها من الآثار الإيجابية والروابط الاجتماعية هذا الاعتبار... 

فقد جعل الله لها من الكرامة والفضل وعلو المنزلة... ما يدفع المسلمين إلى استشراقها، 

والحرص عليها، والسير في رياضها، والتنسم من عبيرها، 

قال تعالى: "وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم".

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من عباد الله لأناساً ما
هم أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانتهم من الله. فقالوا: يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال:
قوم تحابوا بينهم على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، 
لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنوا إذا حزنوا، ثم قرأ: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم 
يحزنون".

وقال صلى الله عليه وسلم: "ما تحاب اثنان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه"، وقال 
أبو إدريس الخولاني لمعاذ: "إني أحبك في الله، قال: أبشر ثم أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله 
عليه وسلم يقول: "ينصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة، وجوههم كالقمر ليلة البدر، 
يفزع الناس وهم لا يفزعون ويخاف الناس وهم لا يخافون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم 
يحزنون، فقيل من هم يا رسول الله؟ قال: هم المتحابون في الله تعالى".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أن رجلاً زار أخاً له في 
قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مرصدته ملكاً فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي 
في هذه القرية، فقال: هل لك عليه من نعمة تربّها عليه؟ فقال: لا غير أني أحببته في الله تعالى، فقال 
الملك: "فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه".

‏€€من جهاز الـ iPhone 5 الخاص بي€€

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق