إخلاص العمل ياشيخ كيف يكون ؟ ابن عثيمين

0

إخلاص العمل ياشيخ كيف يكون ؟
إخلاص العمل 
ان العبادة لايراد بها إلا وجه الله، والدار الآخرة، لايراد الدنيا، يعني لايصلي الإنسان من أجل ان يمدح ،ويقال مااقومه لصلاة ومااكثر صلاته  ،وما اشبه ذلك، وبعض الناس ربما يجتهد في للعباده ليقال وهذا يخل بالإخلاص..  
قال تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ )والله لو تأمل الإنسان هذه الآية لتعظا كثيرا
، ماخُلقت إلا لعبادة الله وحده ، وش وجودك لدنيا، لتعمر الدنيا لتبني القصور،لتركب السيارات الفخمه ،لترفه جسدك ، خُلقت للعباده ومن خُلق للعباده ينبغي ان يجعل عمله كله عباده ،ولهذا كان الموفقون الكيّسون يجعلون عاداتهم عباده،   والغافلون يجعلون عباداتهم عاده ،تجد  
الموفق تجده ان اكل يأكل امتثال لأمر الله،لإن الله أمره به ،قال تعالى : 
(وكلوا واشربوا) ويقصد بالأكل حفظ بدنه وهو مأمور بحفظ بدنه ،وان اكل يريد الإستعانة  به على طاعة الله ،ويكون طعامه الذي يتلذذ به أكلاً وشربًا عباده لله .
 وإن لبس ينوي بذلك ستر عورته وسوءته عن الناس، ثم يتذكر  بهذا انه كما يحب ان يستر عورته الحسيه عن الناس ان يستر عورته المعنوية عن الناس .
قال تعالى( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ )
يواري سوآتكم -لباس الظروري
وريشا- لباس الجمال   
ولباس التقوى- لباس الكمال.
اذا نوى واستحضر بقلبه عند اللباس هذا المعنى  صار لباسه عباده وهكذا جميع العادات ..يستطيع المؤمن الكيّس ان يجعل عاداته عبادات ..
والغافل عباداته عاده ، وهو في غفله.
ولهذا النية لهدا مدخل عظيم في العبادات ،
في الوضوء مثلا ؛ اكثرنا إذا جاء وقت الصلاة وأراد ان يصلي نافله قام وتوضأ وصلى ولكن!؟ هل منا من يستحضر انه إذا كان يصلي يمتثل امر الله في قوله  
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا )) 
 هل يستحضر انه يطبق قول الله واغسلوا وجوهكم عند غسل وجهه ، الذي ينبغي لنا ان نستحضر هذا ونخلص لله ، ويقول أغسل وجهي امتثال لأمرلله ،واغسل يدي امتثال لأمر الله وأمسح رأسي امتثال لله ،ثم يستحضر شيء آخر ،اي افعل هذا اتباع لرسول الله ،يتوضأ على هذه الكيفية ،حينئذ يحقق في هذا الإستحضار الإخلاص والمتابعة ..
والحقيقة ان الإنسان إذا عرف قدره وعرف قدر حياته استطاع بمعونة الله عزوجل  ان يقلب عاداته عبادات وان يكمل عباداته باستحضار هذه النيات،  ويكون حقق قول الله عزوجل ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ))




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق