اية ذلك أن يدع سيئ ماكان علية من عمل........

0


قيل للحسن البصري : جزاء الحج المبرور المغفرة قال: آية ذلك أن يدع سيئ ما كان عليه من عمل.
 
٭ ٭ ٭
 
أيها الحاج الكريم.. أيتها الحاجة الكريمة:
هذا الحج مظهر عظيم من مظاهر ديننا, وقد أنعم الله عليك بأن بُلِّغْتَ هذه الفريضة, وكنت بإذن الله ممن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه,...وكأنك أصبحت صفحة بيضاء نقية,....فلا تلطخ أيها الكريم هذه الصحيفة الطاهرة بذنوب ترجع إليها وتصر عليها بعد عودتك.

قال تعالى
(ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) (النحل 92).

وتذكـــــــــر
 أن من علامات قبـــول حجك-الذي هو مرادك وأملك- [[أن تكون بعده أحسن حالا تائبا منيبا مجتهدا في كل خير بعيدا عن كل شر, داعياً إلى الله مجاهداً لإقامة دينه وشرعه بما تستطيع, ساعياً بجدِ في أسباب الرقي لأمتك.]]]

فانتبه وراجع نفسك واعرض كل أعمالك على الشرع ودقق وتبصر فيها,.. حتى لا تكون ممن هو مقيم على ذنب وهو لا يشعر به! أو -الأصعب- وهو لا يأبه به!!

ولِتَبْـــــــــقَ الصفحات بيضاء نقية بإذن الله,
 بل فلنسعَ إلى زيادتها نصاعة وطهارة,...حتى نلاقي الإله بها فنفرح الفرح الكبير,...ونكـــون عونا لأمتنا على طريق الفلاح والعز والنصر.

قال تعالى:
 وَنُوُدوا أَنْ تِلْكُمُ الجَنَةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} (الأعراف:43)

وقال سبحانه {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور:55)


يـا بني الإسـلام مـن علمكـم . . . . . . . . . . بعد إذ عاهدتم نقض العهود
كل شيء في الهوى مستحسن . . . . . . . . . . ما خلا الغدر وإخلاف الوعود

وثالثها: لمن حج إذا استلم فإنه يجدد البيعة، ويلتزم الوفاء بالعهد المتقدم:
{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23]
والحر الكريم لا ينقض العهد القديم. فإذا دعتك نفسك إلى نقض عهد مولاك فقل لها:
{معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون} [يوسف: 23].

من رجع من الحج فليحافظ على ما عاهد الله عليه، وعلامة قبول الطاعة أن توصل بطاعة بعدها، وعلامة ردها أن توصل بمعصية، ما أحسن الحسنة بعد الحسنة، وما أقبح السيئة بعد الحسنة!! ذنب بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها. النكسة أصعب من المرض الأول، ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة، ارحموا عزيز قوم بالمعاصي ذل، وغني قوم بالذنوب افتقر، سلوا الله الثبات إلى الممات، وتعوذوا من الحور بعد الكور، كان الإمام أحمد يدعو ويقول: اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك.

هذا والله اعلم....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق