رأس العلم,,,,,,,,,,,,

0





وضوح الطريق وصفاء المنهج وتمايز المفاهيم ، وتحديد المعاير والضوابط ، قضية مهمة جدًا لكل سالكفي اي طريق من الطرق ، وعلى ذلك فإنه ينبغي لطالب العلم الصادق ان يعرف ماهو العلم الشرعي النافع الذي يوصله الى خشية الله ومراقبته التي هي
(( رأس العلم))
قال ابن الجوزي ....
مبينًا حقيقة العلم النافع ،بأنه <متى ماحصل أوجب معرفة المعبود عزّ وجلّ، وحرّضك إلى خدمته <اي الى عبادة الله > بمقتضي ماشرعه وأحبه وسلك باصحابه طريق الإخلاص.. 


*قال مجاهد بن جبر : <<الفقيه من يخاف الله وإنّ قلّ علمه والجاهل من عصى الله وإن كثر علمه>> 

قال ابن الجوزي: << رأيت جماعة من العلماءيعصون الله ويضنون ان العلم يدفع عنهم ،ومايدرون ان العلم خصمهم، فتفكرت فإذا العلم الذي  هو معرفة الحقائق والنظر في سير القدماء <اي السلف > والتأدب بأداب القوم اي <أخلاقهم > ومايجب له ،ليس عند القوم <اي ليس عند العلماء الذين يعصون الله> وانما عند صور الفاظ يعرفون بها مايحلّ ومايحرم ، وليس كذلك العلم النافع، انما فهم الأصول ،ومعرفة المعبود وعظمته ومايستحقة ،والنظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والأدب بآدابهم وفهم مانقل عنهم وهو العلم النافع الذي يدع اعظم العلماء أحقرعند نفسه من اجهل الجهال>>

وهذا ابن رجب الحنبلي واصفاً لنا حقيقة العلم النافع:  (( العلم النافع يدل على أمرين : احدهما : على معرفة الله ومايستحقه من الأسماءالحسنى والصفات العُلى والأفعال الباهرة ،وذلك يستلزم إجلالة  وإعظامة وخشيته ومهابته ومحبته ورجاءه والتوكل عليه والرضا بقضائه والصبر على بلائة ..
والأمرالثاني: المعرفة بمايحبه ويرضاه ومايكرهه ويسخطه من الإعتقادات والأعمال الظاهره والباطنة والأقوال ، فيوجب ذلك لمن عّلمَهُ المسارعة الى مافيه محبة الله ورضاه ،والتباعد عمايكرهه ويسخطه 
فإذا اثمر العلم لصاحبة هذا هوعلمٌ نافع، ومتى كان العلم نافعاً ووقرفي القلب فقد خشع القلب لله وذّل وانكسرله ، وقنعت النفس بيسير الحلال من الدنيا وشبعت به ، فأوجب لهاذلك القناعة والزهد في الدنيا..

قال ابن القيم:  (( قال حماد بن زيد _رحمه الله : قلت لأيوب السختياني 
رحمه الله : العلم اليوم أكثر أوفيماتقدم ؟ فقال الكلام اليوم اكثر ،والعلم فيما تقدم اكثر!! ففرق هذا الراسخ (اي ابوايوب السختياني) بين العلم والكلام ، فالكتب كثيره جدًا والكلام والجدال والمقدّرات الذهنيه كثيره والعلم بمعزل عن اكثرها وهو ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله ، واكثر ماعند الناس كلامٌّ واراءٌ وخرصٌ ( اي ضنون وأوهام) والعلم من وراء الكلام)) 

قال عبدالله بن الإمام احمد: قلت لأبي : هل كان مع الكرخي شيٌ من العلم فقال لي :(( يابنّي كان معه رأس العلم وهو خشية الله))
وحين ذكر في مجلس الإمام أحمد بن حنبل العبد الصالح معروف الكرخي فقال بعض الحاضرين : هوقصير العلم ،فقال أحمد: أمسك عافاك الله وهل يراد من العلم ماوصل إليه معروف(( اي من التقوى وخشية الله ومراقبته)) 

وقال ابن رجب :: فأفضل العلوم في تفسير القران ومعاني الحديث والكلام في الحلال والحرام ماكان مأثورًا عن الصحابة والتابعين وتابعيهم الى ينتهي إلى أئمة الإسلام المشهورين المقتدي بهم ،فقد كانوارحمهم الله يحرصون على ملازمة السنه واتباع الآثار..
حتى قال سفيان الثوري ::(( إن استطعت ألاتحك رأسك إلابأثر فافعل))

وقال زيد بن احزم : سمعت عبدالله بن داود يقول ينبغي للرجل ان يكره  
ولده على سماع الحديث ،وكان يقول : ليس الدين بالكلام وإنما الدين بالآثار..

ويلخص لنا ابن رجب حقيقة العلم النافع بقوله
(( فأفضل العلم ،العلم بالله الذي يجب خشيته ومحبته والقرب منه والأنس به والشوق اليه ، ثم يتلوه العلم بأحكام الله ومايحبه ويرضاه من العبد من قول اوعمل أوحال اواعتقاد)) فمن تحقق بهذين العلمين كان علمه علمًا نافعًا ،وحصل له العلم النافع ،والقلب الخاضع والنفس القانعه والدعاء المسموع..
 انتهى...
••••••••
نقلاً عن كتاب/ كيف تتحمس لطلب العلم..محمد بن اسحاق الصيعري..
اللهم اجعل هذا العمل خاصا لوجهك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق