رائعة هذه الفتوى والأروع إجابة الشيخ محمد مختار الشنقيطي

0



اثابكم الله ،فضيلة الشيخ يقول سائل استقمت منذ سبع سنين ولاازال انعم بنعمة الهداية ولله الحمد..كيف أحافظ على هذه النعمة في هذا الزمن المليء بالفتن؟؟؟؟

فأجاب الشيخ حفظه الله.....
نسأل الله بعزته وجلاله وكماله ان ذثبتنا على الحق ...

اولاً...
اوصيك بتقوى الله عزوجل ، فمن اتقى الله وقاه من الفتن والمحن وثبته هداه وألهمه الرشد وسدده في القول والعمل فاتقي الله 
..
وثانياً: 
ان تلزم الشكر ، فمامن عبد انعم الله عليه بنعمة فقام بحقها بالشكر إلا تأذن الله له بالمزيد ،، وهذا وعد من الله والله لايخلف الميعاد...
واذا سألك العبد انه لايريد و لايحب ولايرضى ان يبدل دينه ويريد من الله ان يثبته على الحق فقل له اشكرنعمة الله، فتشكر الله سبحانه وتعالى ولاتنسى فضله عليك ،، ومن الشكر شكرالجنان وشكراللسان وشكر الجوارح والأركان ،،،

اماشكرك بجنانك ، فانزع من قلبك كل حول وقوة ، وانزع من قلبك كل فضل، إلا حول الله وقوته وفضله وحده لاشريك له..
لاتقل انك مستقيم لأنك من بيئة مستقيمه ، ولا تقل اني على خير لان والدي فعل وفعل  وتنسى فضل الله عليك ، بل تبرئ الى الله من الحول والقوة  إلا من حول الله وقوته ،ومابكم من نعمة فمن الله ..
ولذلك قال الله عن أولياءه لما رؤا  نعيم الجنه 
بلغنا الله ووالدينا والمسلمين اجمعين ، وقالوا الحمدالله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ))
[[فليكن في قرارة قلبك هذه العقيده]]
انك لاتهتدي بذكائك ولابخيريتك ولكن بفضل الله وهو الذي يهدي ولايهتدي الأمن هداه الله

 .الأمر الثاني 
 بقلبك بلسانك ان تلهج بالشكر وهذا يستلزم منك كل نعمة في الدين تذكرها.

من الناس من اعطاه الله الهداية فماقام الاشكرالله ، ولاقعد إلا شكر الله ولا أصاب خير إلا ذكر الله حتى يبلغ الدرجات العلى في هدايته ،،
من الناس من يصلي الصلاة ولاينسى شكرها حتى يرجع الى بيته يقول من أنا حتى اخرجني الله في ظلمة الليل الى بيت من بيوته، من أنا حتى رزقني الخشوع فتأثرت بقراءة الإمام ، من أنا أنا حتى رزقني الله الصف الأول ، ورزقني الخضوع وحضور القلب والتلاوة والتسبيح والذكر، هذه نعمة من ذكرها ذكره الله ،، ولذلك  من كان مستقيم بحق وقلبه حاضر ونفسه مستجنه فإنه ثابت على الحق ،، ((يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت ) فتجده لاينسى لله فضله ولوكان ذره..
 لايزال العبد يذكر نعمة الله  عزوجل عليه حتى يترفع الدرجات العلى في الجنة..، ولا تزال تذكر النعم حتى تحس انك ولاشيء وهذه هي الحقيقة ، فإذا ذكرت هذه النعمة امتلأ قلبك بتعظيم الله تعالى وقلت الحمدالله من أنا الذي من الله علي ان اجلس مجلس الذكر الذي تحفني الملائكة وتغشاني الرحمة ويكتب لي اجر الساعة والدقائق واللحظات هذه في ذكر الله ، من أنا حينما صرف غيري الى الملهيات والمغريات كم أناس يتمنون ان يجلسون مجلسك فتقول يارب لك الحمد على هذه النعمة ،
 ماذكرت الله بجنابك وأقبلت على الله بجوارحك واركانك ثبت الله قدمك على الصراط المستقيم.. 
لايزال العبد بهذا الشعور حتى يفوز ويفلح وينجح ...
ليس هناك  بلاء ينتهي بالعبد من الغفله
،واول الغفله - الغفلة عن الله فنعوذ بالله من الغفلة.. 
الأمر الثالث 
انك إذا شكرت الله عزوجل  وعظمت نعمته تعاطيت كل الأسباب بالثبات على الهداية وطاعة الله سبحانه وتعالى ومحبته ومرضاته.

فالهداية اعلى درجاتها ان تطلب العلم ان تتعلم شرع الله وان تعمل به وان تدعوا اليه غيرك حتى تكون هادياً مهديا، وهؤلاء هم اصحاب السعادة الذين استثناهم الله من الشقاوة واخبر انهم من اهل الحسنى وزيادة جعلنا الله وإياكم منهم .

فأقسم سبحانه بالدنيا كلها فقال (( ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ))  والعصر المراد به الدهر كله ،ان الإنسان لفي خسر إلا الذين امنوا( هذه الهداية)) وعملوا الصالحات (هذا طلب الزيادة من الهداية والإهتداء )) وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (( اهتدوا في انفسهم وهدوا غيرهم كماقال بعض العلماء..رحمهم الله ..
فإذااراد الله   ان يتمم لك الهداية رزقك طلب العلم وتسموا لطلب العلم لأعلى الدرجات ، من آدب طلب العلم مع الله ومع نفسه وأدبه مع العلماء والمشايخ فيحفظ لسانه وجوارحه ويحفظ حقهم ولايزال على هذا الخير حتى يرفع ويرضى الله عن قوله وعمله ، وتريد كل شي يدلك على الله ويهديك على طاعتك واستقامتك ، فإذا بلغت هذا المبلغ انك تحب العلم وتنتفع العلم فإن الله يثبتك على طاعته ،ولكن بشرط ان تخلص في هذا العلم لله

ثانيا لاتضعف ولاتتوانى ولاتتكاسل في العلم وتبلغ فيه اعلى الدرجات في محبة الله ورضاة وان تحرص على هذا العمل بهذا العلم وان تلازم الخشية والخوف من الله ،لأن اصل العلم هوالخوف والخشية من الله ، قال الإمام احمد (( أصل العلم خشية الله )) فكن من الذين يخشون الله عزوجل،
ايضاً من الأمور التي ينبغي ان تنتبه عليه وهي كثيره : ولكن اذكرمنها... 
ان الله إذا قذف في قلبك  نور الحق فإنه يريد بك الخير، فافتح لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم صدرك وعمل بذلك بجوارحك وإياك وثم إياك والهلكه ، والهلكه  ان تنظر يمينك وشمالك تقول كيف افعل وهل أنا وحدي افعل والناس يفعلون  والناس يتركون والناس يقولون ، (( لايزال لك من الله معين وظهير )) خاصة في زمان الفتن والمحن ، مااستمسكت بحبل الله واعتصمت بدين الله فإنك ان ثبت نفسك ثبتك الله
، وإن رأيت ان الله اعطاك هذه النعمة وهي الهداية وانك ستلزمها وتلازم عليها وستعظ عليها بالنواجذ رغم الملهيات والمثبطات ورغم سب الناس وشتمهم فلايزيدك ذلك إلافي الله حباً واعتصام وثبات على الدين  قال النبي صلى الله عليه وسلم ((  لايكون احدكم إمعه ان أحسنوا الناس احسن وان أساؤوا اساء)  ولكن وطنوا أنفسكم ، يوطن العبد نفسه بكتاب الله وسنته ،،
 واعلم والله  انه ماسخرمنك احداً إلا رفع الله درجتك وأنه مااستهزأ بك احداً إلا اعلى الله مقامك،، لا تحسب ان  التجارة مع الله خاسره ولاتظن انك اذا قلت مايرضي الله اوعملت مايرضي الله انك تشقى ( طه ماأنزلنا عليك القرآن لتشقى)) ماانزل الله كتابه وسنة نبيه ليشقى اهلها ابداً ، والله لتسعدن ويسعدن الله بك الأمة مااستمسكت بحبل الله ،،
 وإن جائتك فتنة  وايضا هذا من الوصية وابتليت بشهوة في بصرك او في سمعك او في فرجك  فتب الى الله ولوعاد مليون مره تعود الى ربك فلاتزال تفتح لك ابواب السماء تائب منيب الى ربك مستغفر مسترحم فلا ترى من ربك إلا خيراً، إذا وثقت بالله واعتصمت بالله وقلت هذه الهداية الى الموت وسأستقيم على دين الله ولو كان على رقبتي فإن الله  يثبتك (((وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي))
فكن مع الله وثق بالله ، فإن الله شهد من فوق سبع سموات ولاأصدق من الله قيلا فإنه نعم المولى ونعم النصير ، والله يحب عبادة الذين لايهنوا ولايستضعفواولايستكينوا اسأل الله ان يثبتنا على الحق الى ان نلقاه...


‏""""""""""

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق